هل اسلم ابو طالب
يا محمد إن ربك يقرؤك السلام ويقول لك : إن أصحاب الكهف أسروا الايمان وأظهروا الشرك فآتاهم الله أجرهم مرتين ، وإن أبا طالب أسر الايمان وأظهر الشرك فأتاه الله أجره مرتين ، وما خرج من الدنيا حتى أتته البشارة من الله تعالى بالجنة – ثم قال عليه السلام : كيف يصفونه بهذا وقد نزل جبرئيل ليلة مات أبو طالب فقال : يا محمد اخرج عن مكة فمالك بها ناصر بعد أبي طالب.
هل اسلم ابو طالب
مقدمة
الأعمال و الأخلاق و المواقف التی یتخذها کل شخص فی المجتمع تحکی عن معتقداته. الحال اذا کان هذا الإتجاه تمشیة لتحقق الطموح الدينية فی جو مملوء من الخفقان ، من القطع أن هذا كاشف عن عمق الطموح الدينية ل الشخص المذكور ؛ فی مثل هذه الشرائط نسبة عدم الإلزام ب الدين و الكفر و الشرك الی مثل هذا الشخص، رمز عن الجهل أو التحیز و التصلب من قبل الأشخاص التی تنسب هذه النسب . السید ابوطالب عليه السلام الشخصية التی وقع مثار البغض من قبل بعض الأشخاص .
عندما ظهر الدين المبين و هو الإسلام فی شبه الجزيرة بید الرسول صلي الله عليه وآله ، واجه المعارضة من قبل رؤساء المشركین فی مكّة لأنهم وجدوا مواضعهم فی خطر و الإسلام یهدف بشکل مستقيم مکانتهم و ثقافتهم الغلطة ؛ المشركون لأجل المعارضة مع النبی الرحمة صلي الله عليه وآله لم یهملوا من تعب فی هذا الطریق و لإطفاء النور الساطع لهذا الدین الإلاهی أخذوا طریق التطميع و التهديد و غیرهما . فی هذا البين السیدة خديجة و ابوطالب عليهما السلام هما الحماة ل محمد صلي الله عليه وآله الذین لم یهملا من تعب فی الانحاء المختلفة للحصول علی ثمرة شجرة الإسلام العریقة الناشئة.
فی بعض کتب المخالفین ل الشيعة، توجد جملات فی ابیطالب ، التی تحکی عن قلة المحبة او السیاسیة من قبل مؤلفی هذه الکتب؛ بالنسبة لشخصية ابیطالب «عليه السلام». لا شک انه لو کان معشار الشهادات التی توجد بالنسبة ل ايمان و اسلام ابیطالب عليه السلام ،وجدت فی حق شخص آخر ، لصدقوا کلهم بالاتفاق اسلامه و ايمانه ؛ لکن کیف مع وجود عشرات الشهادات القویة علی ايمانه، البعض یکفّرونه و یحکمون بکفره و عذابه و قالوا ان الآیات النازلة حول العذاب هی نزلت فی ابیطالب ع؟
الهدف من طرح هذه المسألة، لم یکن غیر الطعن ب ابناء ابیطالب، لا سیما اميرالمؤمنین «علي عليه السلام».بعض المؤلفین من اهل السنة لکی یستطیعوا ان یکفّروا ابوطالب بأحسن وجه ، وسّعوا البحث الی والدي النبی «صلي الله عليه و آله وسلم» و کفّروهما.
من المسلمات انه فی موضوع النسب و العشیرة ، بعد شخص خاتم الانبياء «صلي الله عليه و آله وسلم» لم یصل أحد الی شرافة امیر المؤمنین «عليه السلام». توجد روایة فی کتب اهل السنة التی تشیر الی هذا المضمون هکذا :
أبا الحسن أحمد بن القاسم بن الريان قال: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل, يقول: حدث أبي بحديث سفينة فقلت: يا أبة, ما تقول في التفضيل؟ قال: في الخلافة أبو بكر وعمر وعثمان. فقلت: فعلي بن أبي طالب؟ قال: يا بني, علي بن أبي طالب من أهل بيتٍ لا يقاس بهم أحد.
ابن الجوزي، أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي (المتوفی597هـ)، مناقب الإمام أحمد ج1 ص219، تحقيق: د. عبد الله بن عبد المحسن التركي، دار النشر: دار هجر، الطبعة : الثانية، 1409 هـ
من جانب آخر ، طبقا لما یستخرج من الکتب التأريخية و الأنساب ، اجداد امیر المؤمنین «عليه السلام» خلافا للآخرین، کلهم الی آدم ابی البشر «عليه السلام» موحدون و لم یقعوا فی صلب أو رحم قذر.
اسلوب الفکر و العقيدة لکل شخص یتبین من خلال ثمة طرق :
الف: دراسة الآثار العلمیة و الأدبية المتبقیة منه
ب: اسلوب سلوکه فی المجتمع
ج: معتقد الأصدقاء و الأقارب
نستطیع ان نثبت ايمان ابیطالب و معتقداته عن الطرق الثلاثة المذکورة
الطریق الأول؛ دراسة الآثار العلمية
الاشعار والقصائد من ابیطالب عليه السلام تدل علی ايمانه و اخلاصه. اشعار ابیطالب خزانة علمية و ادبية فیها الفحوی العالية من التوحيد. علی سبیل المثال نشیر الی بعضها :
ليعلم خيار الناس أنّ محمّدا *** وزير لموسى و المسيح بن مريم
أتانا بهدي مثل ما أتيا به *** فكلّ بأمر اللّه يهدي و يعص
الطبرسي، أبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب (المتوفى 548هـ)، الاحتجاجج1ص233، تحقيق: تعليق وملاحظات: السيد محمد باقر الخرسان، ناشر: دار النعمان للطباعة والنشر – النجف الأشرف، 1386 – 1966 م.
تمنّيتم ان تقتلوه و انّما *** امانيّكم هذى كأحلام نائم
نبىّ اتاه الوحى من عند ربّه *** و من قال: لا يقرع بها سنّ نادم
الطرائف ؛ ص454
وَ اللَّهِ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ بِجَمْعِهِمْ *** حَتَّى أُوَسَّدَ فِي التُّرَابِ دَفِيناً
فَاصْدَعْ بِأَمْرِكَ مَا عَلَيْكَ غَضَاضَةٌ *** وَ انْشُرْ بِذَاكَ وَ قَرَّ مِنْكَ عُيُونا
ابن شهرآشوب، رشيد الدين أبي عبد الله محمد بن علي السروي المازندراني (المتوفى588هـ)، مناقب آل أبي طالب ج1 ص85، تحقيق: لجنة من أساتذة النجف الأشرف، ناشر: المكتبة والمطبعة الحيدرية، 1376هـ ـ 1956م.
وَ دَعَوْتَنِي وَ زَعَمْتَ أَنَّكَ نَاصِحِي *** وَ لَقَدْ صَدَقْتَ وَ كُنْتَ قَبْلُ أَمِيناً
وَ عَرَضْتَ دِيناً لَا مَحَالَةَ أَنَّهُ *** مِنْ خَيْرِ أَدْيَانِ الْبَرِيَّةِ دِينا
الحلي، يحي بن الحسن السدي المعروف بابن البطريق، (المتوفی600هـ) عمدة عيون صحاح الاخبار في مناقب امام الأبرارص411، ناشر: مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة: جمادي الأولى 1407
من الاشعار الشهیرة ل ابیطالب التی تدل علی ايمانه ، قصيدته «اللاميه» و «الميمنه»:
لعمري لقد كلفت وجدا بأحمد *** و أحببته حب الحبيب المواصل
وجدت بنفسي دونه و حميته *** و دارأت عنه بالذرا و الكلاكل
فأيده رب العباد بنصره *** و أظهر دينا حقه غير باطل
الكراجكي، الامام العلامة أبي الفتح محمد بن علي بن عثمان (المتوفی449هـ)، كنز الفوائد ؛ ج1 ؛ ص179، ناشر: دارالذخائر، قم – ايران، سنة الطبع :141
من قصائده الأخر التی فیها التصریح ب ايمان ابیطالب ، القصیدة التی نقلها ابن ابي الحديد فی المجلّد الثالث فی شرح نهج البلاغة :
انّي علي دين النّبيّ احمد
يا شاهد اللّه عليّ فاشهد
من ضلّ في الدّين فانّي مهتد
ابن ابی الحدید، المتوفی: 656، شرح نهج البلاغه ج2ص278، محقق: ابراهيم، محمد ابوالفضل، ناشر: مكتبة آية الله المرعشي النجفي
کل قسم من هذه القصیدة ، تحكي عن العقائد الصامدة ل ابیطالب التی تکفی کل منها فی اثبات ايمانه و اخلاصه.
الطریق الثانی؛ اسلوب سلوکه فی المجتمع
الطریق الثانی، نوع سلوک ابیطالب عليه السلام مع النبی «صلي الله عليه و آله وسلم» و طریقة التضحیة و الدفاع عن ساحة المقدسة ل الرسول ص. کل من هذه الخدمات تستطیع ان تکون مرآة فکرته و مبینه .
أسّ اعتقاده ب ابن اخیه، الی حد حتی انه یأخذه معه الی مصلّاه و یقسم الله ب مقامه و یطلب المطر الرحمة. هو الذي لم یوقف جهدا فی طریق حفظ الرسول «صلي الله عليه و آله وسلم» و رجح العیش طیلة ثلاث من السنین فی شقوق الجبل و اعماق الوادی علی سیادة و ریاسة مکة المکرمة ، حتی انه نهل من هذه الأوضاع و سبب وفاته.
ايمانه ب رسول الله «صلي الله عليه و آله وسلم» علی شکل من الصمود انه رضی بقتل تمام اولاده بدل النبی ص ، لیبقي النبی «صلي الله عليه و آله وسلم»حیا.
ابوطالب کان یهدن علیا «علیه السلام» فی وسادة نوم النبی «صلي الله عليه و آله وسلم» حتی اذا صدر سوء قصد ، بالنسبة ل النبی «صلي الله عليه و آله وسلم» لم یصبه. رضی ان یقتلوا کبار قريش کلهم علی سبیل الإنتقام ،و طبعاً تمام قبيلة بني هاشم ایضا لابد ان تقتل .
موضع ابیطالب فی بدایة البعثة
فی الیوم الذی النبی «صلي الله عليه و آله وسلم» أجمع تمام أقرباءه و عرض علیهم منهج الإسلام، قال له ابوطالب: « أخرج ـ ابن أُبيّ ـ فإنّك الرفيع كعباً، والمنيع حزباً، والأعلى أباً. واللهِ لا سَلَقكَ لسان إلا سَلَقَتْه ألسنٌ حِداد، واجتذبته سيوفٌ حداد، والله لتذلنَّ لك العرب ذلَّ البهم لحاضتها. ولقد كان أبي ـ يقصد عبدالمطلب ـ يقرأ الكتب جميعاً، ولقد قال: إنّ من صُلبي لنبيّاً، لوددتُ أنّي أدركت ذلك الزمان فآمنتُ به، فمن أدركه من ولدي فليؤمن به..»
فروغ الابدية، ج 1، ص 303.
کان یدافع عن الرسول الاکرم «صلی الله علیه واله وسلم »،فی کل حال ، و الأسانید التأریخیة احسن شاهد علی هذه المدعاة ،و کتب اهل السنة ایضا تؤید هذه المدعاة و نقلت مساعدة ابیطالب «علیه السلام» ل النبی «صلی الله علیه واله وسلم» بأسانید عدیدة.
ابويعلي یقول فی هذا المجال هکذا :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، حَدَّثَنَا عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: جَاءَتْ قُرَيْشٌ إِلَى أَبِي طَالِبٍ فَقَالُوا: إِنَّ ابْنَ أَخِيكَ يُؤْذِينَا فِي نَادِينَا، وَفِي مَسْجِدِنَا، فَانْهَهُ عَنْ أَذَانَا، فَقَالَ: يَا عَقِيلُ: ائْتِنِي بِمُحَمَّدٍ، فَذَهَبْتُ فَأَتَيْتُهُ بِهِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، إِنَّ بَنِي عَمِّكَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ تُؤْذِيهِمْ فِي نَادِيهِمْ، وَفِي مَسْجِدِهِمْ، فَانْتَهِ عَنْ ذَلِكَ قَالَ: فَحَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: «أَتَرَوْنَ هَذِهِ الشَّمْسَ؟». قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: «مَا أَنَا بِأَقْدَرَ عَلَى أَنْ أَدَعَ لَكُمْ ذَلِكَ عَلَى أَنْ تَسْتَشْعِلُوا لِي مِنْهَا شُعْلَةً». قَالَ: فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: مَا كَذَبَنَا ابْنُ أَخِي، فَارْجِعُوا
[حكم حسين سليم أسد] : إسناده قوي
أبو يعلي الموصلي التميمي، أحمد بن علي بن المثني (المتوفى307 هـ)، مسند أبي يعلي ج12ص176، تحقيق: حسين سليم أسد، ناشر: دار المأمون للتراث – دمشق، الطبعة: الأولى، 1404 هـ – 1984م.
ایضا توجد فی بعض الأشعار ل ابیطالب التی نقلت فی کتب اهل السنة ، هذه المسألة بوضوح و تحکی عن دفاع ابیطالب عن ابن اخیه :
فلسنا و رب البيت نسلم أحمدا * لعزاء من عض الزمان و لا كرب
ابن كثير الدمشقي، ابوالفداء إسماعيل بن عمر القرشي (المتوفى774هـ)، البداية والنهاية ج3ص310، ناشر:دار ابن کثير
الطریق الثالث؛ معتقد الأصدقاء و الأقارب
اهل البیت هم ادری بما فی البیت فلهذا لا بد ان نسأل اهل البیت عن ايمان ابیطالب عليهم السلام:
الروایة الأولی
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْمُتَوَكِّلِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ الْآدَمِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ رَفَعَهُ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله عليه واله وسلم عَلَى عَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ وَ هُوَ مُسَجًّى فَقَالَ يَا عَمِّ كَفَّلْتَ يَتِيماً وَ رَبَّيْتَ صَغِيراً وَ نَصَرْتَ كَبِيراً فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنِّي خَيْراً ثُمَّ أَمَرَ عَلِيّاً عليه السلام بِغُسْلِهِ.
الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفى381هـ)، الأمالي ص404، تحقيق و نشر: قسم الدراسات الاسلامية – مؤسسة البعثة – قم، الطبعة: الأولى، 1417هـ.
الروایة الثانیة
امیرالمؤمنین علی «علیه السلام» یقول:
عن الصادق عن آبائه عليهم السلام ان امير المؤمنين کان ذات يوم جالسا في الرحبة، والناس حوله مجتمعون، فقام اليه رجل فقال: ياامير المؤمنين انت بالمکان الذي أنزلک الله به وأبوک معذب في النار؟ فقال له علي بن أبي طالب: مه فض الله فاک، والذي بعث محمدا بالحق نبيا لو شفع أبي في کل مذنب علي وجه الارض لشفعه الله فيهم، أبي معذب في النار وابنه قسيم الجنة والنار؟ ! والذي بعث محمدا بالحق نبيا ان نور أبي يوم القيامة ليطفئ أنوار الخلايق کلهم الا خمسة أنوار: نور محمد صلي الله عليه واله، ونوري، ونور الحسن، ونور الحسين، ونور تسعة من ولد الحسين، فان نوره من نورنا خلقه الله تعالي قبل ان يخلق آدم عليه السلام بالفي عام
الطوسي، الشيخ ابوجعفر، محمد بن الحسن بن علي بن الحسن (المتوفى460هـ)، الأمالي ص305، تحقيق : قسم الدراسات الاسلامية – مؤسسة البعثة، ناشر: دار الثقافة ـ قم ، الطبعة: الأولى، 1414هـ
الروایة الثالثة
قال الإمام الصادق «علیه السلام»:
وَ اللَّهِ إِنَ إِيمَانَ أَبِي طَالِبٍ لَوْ وُضِعَ فِي كِفَّةِ مِيزَانٍ وَ إِيمَانُ هَذَا الْخَلْقِ فِي كِفَّةِ مِيزَانٍ لَرَجَحَ إِيمَانُ أَبِي طَالِبٍ عَلَى إِيمَانِهِم
المجلسي، محمد باقر (المتوفى1111هـ)، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ج35 ؛ ص112، تحقيق: محمد الباقر البهبودي، ناشر: مؤسسة الوفاء – بيروت – لبنان، الطبعة: الثانية المصححة، 1403هـ – 1983م.
الروایة الرابعة
قال الإمام الباقر «علیه السلام» :
كَانَ وَ اللَّهِ أَمِيرُالْمُؤْمِنِينَ يَأْمُرُ أَنْ يُحَجَّ عن أبي طالب فِي حَيَاتِهِ،
المجلسي، محمد باقر (المتوفى1111هـ)، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ج35 ؛ ص112، تحقيق: محمد الباقر البهبودي، ناشر: مؤسسة الوفاء – بيروت – لبنان، الطبعة: الثانية المصححة، 1403هـ – 1983م.
الروایة الخامسة
عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيه عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه عليه السلام إِنَّ مَثَلَ أَبِي طَالِبٍ مَثَلُ أَصْحَابِ الْكَهْفِ، أَسَرُّوا الْإِيمَانَ و أَظْهَرُوا الشِّرْكَ، فَآتَاهُمُ اللَّهُ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْن
الكليني الرازي، أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق (المتوفى328 هـ)،الكافي ج2ص462، ناشر: دار الحديث، قم-ايران، الطبعة الاولى،1429هـ
الروایة السادسة
عن ابي عبداللّه الصادق عليه السلام قال: نزل جبرئيل عليه السلام علي النبي صلي الله عليه و آله فقال: يا محمد! انّ ربّک يقرئک السلام و يقول: انّي قد حرّمت النّار علي صلب اَنزلک و بطن حملک و حجرکفلک فالصلب صلب ابيک ابيه عبداللّه بن عبدالمطلب و البطن الذي حملک آمنة بنت وهب و اما حجر کفلک فحجر ابي طالب.
الكليني الرازي، أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق (المتوفى328 هـ)، الأصول من الكافي ج1ص446، ناشر: اسلاميه، تهران، الطبعة الثانية،1362 هـ.ش.
الروایة السابعة
وَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ الطُّوسِيِّ عَنْ رِجَالِهِ عَنِ الثُّمَالِيِّ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ أَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ شَهِدَ عِنْدَ الْمَوْتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله
المجلسي، محمد باقر (المتوفى1111هـ)، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ج35 ؛ ص113، تحقيق: محمد الباقر البهبودي، ناشر: مؤسسة الوفاء – بيروت – لبنان، الطبعة: الثانية المصححة، 1403هـ – 1983م.
الروایة الثامنة
قال الإمام الصادق «علیه السلام»:
مَا مَاتَ أَبُو طَالِبٍ حَتَّى أَعْطَى رَسُولَ اللَّهِ صلی الله عليه واله وسلم مِنْ نَفْسِهِ الرِّضَا
المجلسي، محمد باقر (المتوفى1111هـ)، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ج35 ؛ ص113، تحقيق: محمد الباقر البهبودي، ناشر: مؤسسة الوفاء – بيروت – لبنان، الطبعة: الثانية المصححة، 1403هـ – 1983م.
الروایة التاسعة
وَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبَانِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُونُسَ بْنِ نُبَاتَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ «عليه السلام» أَنَّهُ قَالَ يَا يُونُسُ مَا يَقُولُ النَّاسُ فِي إِيمَانِ أَبِي طَالِبٍ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ يَقُولُونَ هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ يَغْلِي مِنْهَا أُمُّ رَأْسِهِ فَقَالَ كَذَبَ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِنَّ أَبَا طَالِبٍ مِنْ رُفَقَاءِ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقا
الكراجكي، الامام العلامة أبي الفتح محمد بن علي بن عثمان (المتوفی449هـ)، كنز الفوائد ؛ ج1 ؛ ص183، ناشر: دارالذخائر، قم – ايران، سنة الطبع:141
الروایة العاشرة
أَبَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ كَتَبْتُ إِلَى الْإِمَامِ الرِّضَا عَلِيِّ بْنِ مُوسَى جُعِلْتُ فِدَاكَ قَدْ شَكَكْتُ فِي إِيمَانِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ فَكَتَبَ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَمَّا بَعْدُ فَمَنْ يَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى إِنَّكَ إِنْ لَمْ تُقِرَّ بِإِيمَانِ أَبِي طَالِبِ كَانَ مَصِيرُكَ إِلَى النَّار
الكراجكي، الامام العلامة أبي الفتح محمد بن علي بن عثمان (المتوفی449هـ)، كنز الفوائد ؛ ج1 ؛ ص182، ناشر: دارالذخائر، قم – ايران، سنة الطبع:141
الرواية الحادیة عشر
الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ومُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيه ع قَالَ قِيلَ لَه إِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ كَانَ كَافِراً فَقَالَ كَذَبُوا كَيْفَ يَكُونُ كَافِراً وهُوَ يَقُولُ:
أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّا وَجَدْنَا مُحَمَّداً * نَبِيّاً كَمُوسَى خُطَّ فِي أَوَّلِ الْكُتُبِ
وفِي حَدِيثٍ آخَرَ كَيْفَ يَكُونُ – أَبُو طَالِبٍ كَافِراً وهُوَ يَقُولُ
لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ ابْنَنَا لَا مُكَذَّبٌ * لَدَيْنَا ولَا يَعْبَأُ بِقِيلِ الأَبَاطِلِ
وأَبْيَضُ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِه * ثِمَالُ الْيَتَامَى عِصْمَةٌ لِلأَرَامِلِ.
الكليني الرازي، أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق (المتوفى328 هـ)، الأصول من الكافي ج1ص448- 449، ناشر: اسلاميه، تهران، الطبعة الثانية،1362 هـ.ش.
الرواية الثانیة عشر
عَلِيٌّ عَنْ أَبِيه عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَشْعَرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه ع قَالَ لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ نَزَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَى رَسُولِ اللَّه ص فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ اخْرُجْ مِنْ مَكَّةَ فَلَيْسَ لَكَ فِيهَا نَاصِرٌ وثَارَتْ قُرَيْشٌ بِالنَّبِيِّ ص فَخَرَجَ هَارِباً حَتَّى جَاءَ إِلَى جَبَلٍ بِمَكَّةَ يُقَالُ لَه الْحَجُونُ فَصَارَ إِلَيْه.
الكليني الرازي، أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق (المتوفى328 هـ)، الأصول من الكافي ج1 ص 449، ناشر: اسلاميه، تهران، الطبعة الثانية،1362 هـ.ش.
الرواية الثالثة عشر
عن علي بن حسان ، عن عمه قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام . إن الناس يزعمون أن أبا طالب في ضحضاح من نار ، فقال : كذبوا ، ما بهذا نزل جبرئيل على النبي صلى الله عليه وآله ، قلت : وبما نزل ؟ قال : أتى جبرئيل في بعض ما كان عليه فقال : يا محمد إن ربك يقرؤك السلام ويقول لك : إن أصحاب الكهف أسروا الايمان وأظهروا الشرك فآتاهم الله أجرهم مرتين ، وإن أبا طالب أسر الايمان وأظهر الشرك فأتاه الله أجره مرتين ، وما خرج من الدنيا حتى أتته البشارة من الله تعالى بالجنة – ثم قال عليه السلام : كيف يصفونه بهذا وقد نزل جبرئيل ليلة مات أبو طالب فقال : يا محمد اخرج عن مكة فمالك بها ناصر بعد أبي طالب.
المجلسي، محمد باقر (المتوفى1111هـ)، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ج35 ص 111- 112، تحقيق: محمد الباقر البهبودي، ناشر: مؤسسة الوفاء – بيروت – لبنان، الطبعة: الثانية المصححة، 1403هـ – 1983م.
الرواية الرابعة عشر
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّه ومُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّه رَفَعَه عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه ع قَالَ إِنَّ أَبَا طَالِبٍ أَسْلَمَ بِحِسَابِ الْجُمَّلِ قَالَ بِكُلِّ لِسَانٍ
الكليني الرازي، أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق (المتوفى328 هـ)، الأصول من الكافي ج1 ص 449، ناشر: اسلاميه، تهران، الطبعة الثانية،1362 هـ.ش.
البتة، التصریح ب ایمان ابیطالب «علیه السلام» لم ینحصر فقط ب روایات اهل البیت «علیهم السلام» ، بل توجد فی بعض کتب علماء اهل السنة ایضا شواهد و اعترافات واضحة علی ایمان ابیطالب علیه السلام
من جملة الشواهد هی القصائد المنقولة فی کتب اهل السنة:
أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ من كلّ طاعن *** علينا بسوء او يلوح بباطل
الصالحي الشامي، محمد بن يوسف (المتوفى942هـ)، سبل الهدي والرشاد في سيرة خير العباد ج2ص506، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض، ناشر: دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة: الأولى، 1414هـ.
شیخ مجد المکی من علماء المعاصرین عند اهل السنة، فی کتاب «عقاید اهل السنة» یقول هکذا:
من المسلمات أن الإسلام و الإیمان لم یکونا مترادفین بل هما من حیث المعنی متغایران، و من حیث المصداق بینهما عموم وخصوص من وجه ؛ لأنهما تواجدا فی مثل ابی بکر الصدیق و فی مثل ابی بن ابی سلول، الإسلام یفترق عن الإیمان و فی مثل ابیطالب، الإیمان یفترق عن الإسلام
مجد المکی، عقائد اهل السنة ج 1ص 79، ترجمة: فيض محمد بلوچ.
تجمیع
مما ذکر فی هذه المقالة ، تبین ان ل ابیطالب عليه السلام فی نشر الإسلام و الحماية عن الرسول صلي الله عليه وآله دور خاص و انه کان مسلما و مؤمنا بل هو فی أعلی درجات الإيمان بحیث ایمانه یفضل علی ایمان الناس . بناء علی هذا کل من نسب الیه نعوذ بالله نسبة الكفر و الشرك ،یکون محصل الجهل أو الحقد بالنسبة ل اميرالمؤمنین علي عليه السلام.