فضیلة تلاوة سورة الفتح

فضیلة تلاوة سورة الفتح

 

تلاحظ روایات عجیبة فی فضیلة هذه السورة فی المصادر الإسلامیة، ففی حدیث عن أنس أنّه قال: حین کنّا نعود من الحدیبیّة وکان المشرکون قد منعونا من الدخول الى مکّة وأداء مناسک العمرة فکنّا فی حزن وغم شدیدین فأنزل الله آیته (إنّا فتحنا لک فتحاً مبیناً…).

فقال النّبی(صلى الله علیه وآله): «لقد أنزلت علیَّ آیة هی أحبُّ إلیَّ من الدنیا کلّها» وفی بعض الروایات: «لقد اُنزلت علیَّ سورة هی أحبُّ من الدنیا کلّها»(1).

ویقول عبد الله بن مسعود حین کنّا نرجع من الحدیبیّة ونزلت (إنّا فتحن) على النّبی سُرَّ سروراً لا یعلم مداه إلاّ الله(2).

ونقرأ فی حدیث آخر عن النّبی (صلى الله علیه وآله) قوله: «من قرأها فکأنّما شهد مع محمّد فتح مکّة». وفی روایة «فکأنّما کان مع من بایع محمّداً تحت الشجرة»(3).

وأخیراً نقرأ حدیثاً للإمام الصادق (علیه السلام) یقول فیه: «حصّنوا أموالکم ونساءکم وما ملکت إیمانکم من التلف بقراءة (إنّا فتحن) فإنّه إذا کان ممّن یدمن قراءتها نادى مناد یوم القیامة حتى یسمع الخلائق أنت من عبادی المخلصین، الحقوه بالصالحین من عبادی وادخلوه جنّات النعیم واسقوه من رحیق مختوم بمزاج الکافور»(4).

ومن الواضح أنّ کلّ هذه الفضیلة والفخر لا یحصل بتلاوة خالیة من التفکّر، بل الهدف الأصلی من تلاوة هذه السورة هو تطبیق أعمال القارئ وخلقه وطبعه على مفاد هذه السورة ومضامینها.

1. تفسیر مجمع البیان، ج 9، ص 108.
2. المصدر السابق، ص 109.
3. المصدر السابق، ص 108.
4. ثواب الأعمال طبقاً لما ورد فی تفسیر نور الثقلین، ج5، ص46.

المصدر: الموقع آية الله العظمى مكارم الشيرازي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.